المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠١٥

موضة الريادة!

صورة
قررت ان اعود للقواعد واغوص في تجارب الآخرين حتى أتعامل مع الموضة، وأكاد اجزم ان كل من تبع موضة الريادة تجاهل أصولها وتبع أموال الممول وجمال المصطلح وبات يردده، ولكننا تجاهلنا أيضا كيف نبني مجتمعا رياديا حقيقيا وليس أوهام في الهواء. خلِصت في نهاية بحثي الذي بدأته مشجعاً على الابداع العلمي قبل انطلاق موضة الريادة بسبعة اعوام انه وحسب معظم تجارب الاقتصاد في الدول التي صعدت عبر الريادة العلمية والصناعية والتكنولوجية ، على الريادي ان يمتلك الآتي: ان يؤمن بفكرته حتى النخاع ويكرس لها كل وقته وطاقته، ان يفكر بها بمنظور عالمي منذ اليوم الأول وأن يكون جاهزا لحوار تكنولوجي مع اية جهة قريبة من مجال تخصصه ، أن يفتح عقله لإعادة هندسة منتجات من سبقه وان لا يخترع العجل ابدا، واتضح ان ثلاثة ارباع الرياديين الناجحين في العالم سبق وعملوا كموظفين في شركات ومصانع قبل بدء مشروعهم الريادي واكتسبوا التجربة والخبرة اللازمة في العمل ضمن اطار منظومة علمية منتجة، والأهم من ذلك انه في أغلب الاحيان كان الريادي او الريادية بين الواحد والثلاثين والاربعين من العمر ليمتلك النضوج وبعض الحكمة من جهة وامن الجهة ال

هواتف "ذكية"... للأذكياء ؟ هواتف "غبية"... للأغبياء ؟

صورة
صدمني أحد المحاسبين عندما استل هاتفه الذكي بسرعة البرق ليحسب حاصل ضرب تسعة بستة، لم يفكر مرتين بالموضوع ونسي ان معلمي الرياضيات في مدرسته كانوا يقدسون جدول الضرب ويعتبرونه أحد اهم معايير نجاح الطالب بالمرحلة الابتدائية، وأذكر تفاخر نساء العائلة بحفظ أولادهن لجدول الضرب، وكيف لم يسفعهن خيالهن العلمي ليفكروا بيومٍ يأتي ويصبح فلذة كبدهن الطالب الفذ يستخدم الهاتف الذكي في حساب تسعة ضرب ستة ! يتسابق أبناء الجيل الجديد على اقتناء هذه الهواتف وتكاد تكون اهم المفاخر هي شراء آخر اصدار من اي هاتف مشهور وشاهدنا كيف اصطف الآلاف أمام المتاجر ليكونوا أول من يشتري أحدث الصرخات في عالم المحمول الذكي، مع أن الفروقات بين الاصدار الأخير وذاك الذي سبقه طفيفة جدا ولا يتمكن المستخدم المتوسط في بلادنا الفقيرة ان يلحظ جوهرها، وتصدمني ايضا نتائج المقارنة بين مستوى الاجهزة التي تباع محليا وبين عدد ونوعية التطبيقات التي يتم تحميلها على تلك الهواتف ويتم استخدامها بوتيرة يومية. وضمن بحث عام قمت بإجرائه لأكتب هذا المقال سألت 43 شخصا مختلفا ومن خلفيات وأعمار ومستوى تعليمي متنوع، منهم من أنهى الصف السادس

كلامولوجيا أم تكنولوجيا معلومات؟

صورة
قال لي صديق عزيز قبل سنوات "نحتاج التكنولوجيا وليس الكلامولوجيا" ، وبالرغم من ايماني الكبير بان هناك من خُلق ليتكلم والقلة القليلة وُجدت لتعمل، إلا أني ما زلت أستغرب كيف انتشرت في فلسطين شائعة ان قطاع تكنولوجيا المعلومات أو ما يسمى للاختصار IT هو الحل الأبسط والاسرع كي يصبح من يعمل بها مليونيرا! وأن سوق الأعمال التقليدي هو الصعب والمعقد والغني فيه هو من كان أباه غنياً فقط، أما الـ IT فما عليك الا بجهاز حاسوب وبعض البرامج غير الاصلية والتي تباع منسوخة ببضعة شواقل، بالاضافة الى انترنت سريع، والعالم كله يكون أمامك! وفي هذا السياق ازداد مؤخرا عدد الملتحقين بكليات تكنولوجيا المعلومات في الجامعات الفلسطينية سواء النظامية او التعليم المفتوح، وزادت الشركات التي تحمل اسم تكنولوجيا المعلومات وتغنت الجمعيات بدعم هذا القطاع وازداد اهتمام الممولين والمانحين لقطاع التكنولوجيا الرقمية، ونسي الجميع أنه ربما التكاليف التشغيلية لأي مصلحة تطور البرمجيات والحلول الرقمية الأصيلة وتبيعها هي منخفضة مقارنة بمصنع أجبان ولكن المهارات والقدرات والابداع المطلوب هو أكثر بمئات المرات. ان التع

#غزة

صورة
هل أصبح الهاشتاج "الوسم" شعار المعركة الالكترونية؟ سوف يذكر التاريخ كريس ميسينا، الشاب الذي ترك شركة جوجل العالمية بعد ان صمم لها شعار منصة التواصل الاجتماعي الخاص بالشركة 1+ وهو بلا منازع صاحب فكرة الـ # هاشتاج. احتدمت المعركة الالكترونية منذ بدء العدوان الغاشم على غزة ولكنها في هذه المرة أخذت شكلا مختلفا في الفضاء الالكتروني، الذي تحول الى ساحة معركة حقيقية تجذب الجماهير وتحرك الشعوب ويشارك فيها المحترفون والهواة ، كل حسب نواياه وقدراته وافكاره الشخصية او الجماعية. ولمن لا يعرف معنى كلمة الهاشتاج وهي بالعربية "وسم" ، فهو كل ما يأتى بعد الرمز # فى التغريدات التى ينشرها مستخدمو التويتر وفي الآونة الاخيرة تمت إضافة نفس الخاصية لموقع الفيسبوك، وهي طريقة لإيجاد رابط بين جميع التغريدات والنصوص المنشورة بواسطة المستخدمين والمتعلقة بموضوع محدد بحيث يسهل العثور على كل ما يتعلق بهذا الموضوع عبر الضغط على هذا الهاشتاج، اي انه اذا ادرجنا وسم # قبل كلمة غزة على سبيل المثال في تغريدة على التويتر او نص في الفيسبوك، فإن الكلمة تتحول الى رابط تفاعلي ينقلنا عند الضغط

الاختباء خلف شاشات مضيئة ... الفيسبوك بين الاهالي والابناء

صورة
بدء التفاوض بيني وبين ابنتي حول امكانية ان يكون لها حساب على الفيسبوك منذ عام واحد تقريبا، ذلك بعد احتفالنا بعيد ميلادها الثامن فقط، وتركزت مطالبها بشرعية ان يكون لها حساب كباقي الزملاء في المدرسة، وكلما نجحت بإقناعها انه لا حاجة لحساب الفيسبوك الآن، وان البريد الالكتروني واستخدام برامج المحادثة مثل السكايب للتواصل مع الاصدقاء في الصف يكفوا الآن بالغرض، لكنها تعود بعد لحظات من نقاش طويل لتقول: "يعني راح تسمحلي بفيسبوك بس يصير عمري تسع سنين؟". أذكر ان مفاوضاتنا أيام الطفولة للحصول على الاشياء من الأهل كان بالأغلب حول رحلة نخرجها أو لعبة نمسكها بأيدينا ولكن سخرية القدر والتكنولوجيا جعلت من انشاء حساب على موقع التواصل الاجتماعي مطلب ملّح لأبناء الجيل الحالي وربما القادم. ان انشاء حساب الفيسبوك غير مكلف مادياً، واعتقد ان معظم الاهالي لا يجدون ضير في ان يكون لابنائهم وبناتهم حسابات عليه، واكاد اجزم اني ايضا لن يكون لدي خيار في القريب العاجل غير الموافقة على حساب الفيسبوك لإبنتي ولن أتمكن من مقاومة هذا التيار الجارف، واني اعلم جيدا ان محاولاتي الدائمة لتشتيت الاهتمام با

بريّ قلم الرصاص يجعله دوماً أقصر!

صورة
عندما سألوا خليل السكاكيني مربي فلسطين الاول قبل زُ هاء المئة عام "ما العمل ؟" قال: "بتغيير ترتيب أحرف الكلمة!" سألت والدتي سؤالي التقليدي عن رغبتها بهدية عيد الأم لهذا العام، فجاء ردها الدائم الذي اعتدته على مدار سنوات العُمر : "ما أريدك إلا سالم" وهذا الرد كان معناه بالنسبة لي ان اجتهد لأفكر بالهدية كما أشاء، ولكنها واصلت الحديث بعد دقائق الصمت القليلة التي تلت الرد السنوي القليدي، وقد حدثتني بصوت منخفض جدا يمتاز بالخجل والطيبة والتواضع الكبير، وفهمت في نهاية الحديث الذي بدأ بالحواسيب وبرمجيات السكايب والفايبر والواتس أب والتواصل مع الخارج مجاناً من خلالها، بأنها ترغب بهاتف ذكي! أمي التي بدأت عقدها السابع دون أن تكون مقتنعة أو مهتمة بأي شيء له علاقة بالتكنولوجيا وقد كان أقصى إهتماماتها التكنولوجية تنصب على لاقط القمر الاصطناعي لمتابعة المحطات الفضائية والمسلسلات التركية للتسلية، تفكر اليوم بحاجتها الى هاتف ذكي، فسألتها ان كانت ترغب ان يكون آي فون أم أندرويد ولكنها تركت لي الخيار. زار فلسطين مؤخرا مجموعة من الخبراء التكنولوجيين الغربيين، وج

المستبد المستنير - الصين

صورة
لم ادرك يوما أهمية ما كتبه جمال الدين الافغاني حول حتمية وجود المستبد المستنير للنجاح في البناء والتقدم كما ادركه اليوم، ومع شعارات الديمقراطية التي نطلقها مرافقة في نفس الوقت مع العشائرية والفصائلية وتغليب المصلحة الخاصة على العامة وغياب الرؤية المتفق عليها من قبل اي مجموعة على اي قضية، يصبح وجود مستبد مستنير يحمل الهم الوطني، زاهداً في المنافع الشخصية ضرورة قصوى لمرحلة محدودة نرسي بعدها اسس ديمقراطية وعادات حسنة ينتهجها بعدنا الجيل القادم. زرت مؤخراً امبراطورية الصين للمرة الاولى ، اعتليت الطائرة وفي ذهني صورة كاملة عن نظام استبدادي يقمع الحريات، يمنع مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت عالمية مثل الفيسبوك واليوتيوب وغيرها ليسيطر على العقول ويحجب تواصلها مع العالم، يحول الشعب لعبيد في دائرة الانتاج الاقتصادي الذي يستفيد من زبدتها مجموعة قليلة ممن يختبؤون خلف ستار الاشتراكية ليجمعوا رؤوس اموال لا تأكلها النيران. سألت صديق موثوق يزور الصين كل ستة اشهر ونحن ننتظر ختم الجوازات في مطار شنغهاي، كنا ننظر سويا عبر الواجهة الزجاجية الضخمة في المطار الحديث والنظيف الى كتل الدخان والتلوث

لماذا لا نثق بالتكنولوجيا ؟

صورة
لا اعرف تماما ما السبب الكامن خلف عدم ثقتنا بالتكنولوجيا! حتى الفلسطينيين الذين استخدموها ووثقوا بها حين كانوا خارج فلسطين، غيروا رأيهم داخلها، سألت نفسي هذه السؤال عندما اتصلت لاطلب خدمة تسريع خط النفاذ الـ ADSL  ، رد جهاز التسجيل الاوتومتيكي وطلب مني ان اضغط الرقم الملائم للسرعة التي اريدها، وهكذا فعلت! ولكن عدم ثقتي بالنظام التكنولوجي في فلسطين، غير آبها بمعرفتي الدقيقة لآلية عمل النظام وتجاهلي المقصود لامانته ودقته، فقمت لا شعوريا بالبحث عن ارقام هواتف اخرى وبادرت بالاتصال على جميع الارقام المتوفرة لدي باحثا عن انسان وليس آلة ليجيبني على سؤالي، والذي كنت اطرحه على نفسي بإلحاح، لن يهدء لي بال حتى اسمع اجابة سؤالي من فم بشر: هل حصلت على الخدمة ام ان النظام الآلي خدعني؟ وعندما حصلت على الاجابة وكانت ايجابية ضحكت على رعبي من ان تخذلني التكنولوجيا الناشئة في بلدنا الناشئ، وراودني نفس الشعور وحالة عدم الثقة عند شرائي لمنتجات تكنولوجية وخدمات تقنية متنوعة لإتمام تأسيس بيت العلوم والتكنولوجيا والفلسطيني الذي تعمل مؤسسة النيزك على اتمامه وافتتاحه المتوقع في القريب، بقي السؤال يحوم ح

العالم الصربي نيقولا تسلا - الظلم والكرامة

صورة
كنت مبهورا بتسلا على مدار السنوات الخمسة عشرة السابقة وعلى الاغلب سأبقى كذلك ما حييت، في العام 2003 كتبت نصاً مسرحيا بإسم "عكس التيار" يروي قصة حياة هذا العالم الصربي الفذ الذي ظلمه التاريخ بفعل هيمنة رأس المال والمصالح السياسية والاقتصادية وتحكّمها في المجتمع العلمي اثناء الثورة الصناعية والنهضة التكنولوجية التي تلتها. أنتجت المسرحية في القدس وتم عرضها في عدة مدن، وقد استعرض النص حياة العالم الفذ واختراعه للتيار الكهربائي المتناوب الذي نستخدمه اليوم واختراعاته الاصيلة في الاتصال اللاسلكي ومحركات التيار المباشر ومحطات توليد الكهرباء، كما وعرج على علاقة تسلا بالعالم توماس إديسون وكيف طور لأجله العديد من الاختراعات التي نسبها إديسون لاحقا لنفسه بسطوة المال والنفوذ. وبقي تسلا النموذج الملهم الذي لا تفارق صورته اي مكتب اعمل به واي مختبر او ورشة اقضي بهم وقتي ومغامراتي العلمية والهندسية،   تلك الصورة التي دهشت بوجودها الوفد الصربي الذي زار فلسطين مؤخرا بالتعاون مع جمعية خريجي يوغسلافيا السابقة وبرعاية سفارة دولة فلسطين في بلغراد. في الآونة الأخيرة بدا وكأن القطاع العلمي بدأ يس

"فلسطين المستقبلية"

صورة
فلسطين، كل الفلسطينيين ما عدا البعض القليل المتوجس دوما، اجتاحتنا مشاعر الفخر الكبير بفوز محمد عساف بلقب "محبوب العرب" ، وبلا ادنا شك لمعت اعيننا جميعا حتى من لم يخرج الى الشوارع وبقي في صالون بيته مقابل التلفاز، لم يتوانى عن التصفيق وحيدا لشاشته المضيئة حين توج هذا الشاب المبدع والبسيط، والذي يمثل الشريحة الواسعة من شباب وطننا وتميز على مستوى العالم العربي، وكأنه يقول لنا وللعرب برفع علم رباعي الالوان في محفل فني هام "فلسطين تبعث من جديد". كم مرة تسلل الى قلبنا اليأس والاحباط، وبسواعد ابناء هذا الشعب النابض بعثت فلسطين من جديد، وكأننا شعب يأبى القبوع تحت الركام، وهنا اقتبس من كتاب الصديق فتحي البس مقوله له سحرتني حتى بت ارددها دوما "قهرتنا الايام لكنها لم تهزمنا". في اواسط حزيران ايضا انطلقت اعمال مؤتمر فلسطين المستقبلية، والذي نظم في رام الله من قبل مجموعة من الشباب الفلسطيني المهني المتميز في قطاعات عمل مختلفة، اهمها الدبلوماسية الفلسطينية والاعلام والاتصال والتعليم والبحث العلمي والبيئة والاقتصاد والتنمية. تجمعت هذه الثلة من الشباب الفلسطيني من