المشاركات

عرض المشاركات من 2015

حرف الميم مع نقطة، لن يجعلك مهندساً !

صورة
بعد سنوات عديدة عملت بها في مصانع تكنولوجية ومؤسسات أكاديمية تمتهن الإنتاج العلمي والتكنولوجي المتقدم، عدت إلى فلسطين الحبيبة طوعا ولست مجبرا، يجتاحني الأمل والحب والشغف والرغبة الحقيقية في احداث تغيير، انضممت لطاقم عمل فلسطيني لإنجاح مشروع علمي وهندسي متميز، وفي جلستنا الاولى كانت المفاجأة!  فبعد الترحيب وكلمات الاطراء والمباركة جاء وقت العمل، فسألت: من سوف ينجز العمل؟ قال رأس القوم: انا وظيفتي أن اعطي التعليمات وأشرف على التنفيذ، وأضاف المهندس الثاني: وأنا من الممكن أن افتح لكم المختبرات للعمل ولكن يجب أن يكون ذلك في  ساعات الدوام الرسمي فقط، وقال الثالث: أنا سوف أراقب العمل وفي حال تعرضتم لمشكلة اخبروني، وقال الرابع: انا مهندس ولست فنياً، إن احتجتم إلى بعض الحسابات الهندسية فسوف احاول المساعدة فيها ان كانت ضمن تخصصي وساعات عملي الرسمية. سألت بكل سذاجة : ولكن من سوف ينفذ العمل؟ اجاب المهندس المدير انه من الممكن أن نوكل العمل لبعض الطلبة والفنيين لتنفيذه، ولكن هذه أنظمة حديثة سوف نصممها للمرة الأولى فكيف ممكن لغير المصمم أن يفهمها ويبنيها دون أخطاء، فأجابوا جميعا : ليس من

E استونيا - E فلسطين؟

صورة
عندما سألت وزير التعليم في استونيا : كيف نجحتم ببناء اقتصاد قوي بواسطة تكنولوجيا المعلومات؟  أجاب: كنا محظوظين أننا قبل ٢٠ عاماً وبعد التحرر من  قيود الاتحاد السوفيتي السابق عام ١٩٩١م، لم نكن مهمين في هذا العالم فلم يهرول حولنا الممولون لتمويل مشاريعنا بأجنداتهم، ولم نكن نمتلك ثروات طبيعية سوى عقول أبنائنا… استونيا، بلاد بعيدة عن مركز العالم القديم والجديد، تقع حول بحر البلطيق، روسيا وليتوانيا ولاتفيا من حولها وفينلندا تبعد عنها ٧٠ كم بحراً، لا يزيد عدد سكانها عن ١ . ٤ مليون نسمة، ويجتاحها البرد القارص ثمانية أشهر بالسنة. خرجت من فقرٍ مطقع كان يهددها قبل ٢١ عاماً واليوم تعد من أكثر الدول تقدماً في تكنولوجيا المعلومات . احتلت استونيا المرتبة السادسة في العام ٢٠١١ في نسبة استخدام الانترنت على صعيد الدول الأوروبية  التي وصلت إلى ٧٦٪، وبذلك سبقت دولاً كبيرة كفرنسا على سبيل المثال، وتخطت المعدل العام الأوروبي الذي لا يزيد عن ٥٨٪، أما على صعيد الشباب فقد بلغت نسبة مستخدمي الانترنت الذين تقل أعمارهم عن ٣٥ عاماً ٩٨٪، وعندما نتساءل كيف نجح الاستونيون بإنشاء شركات تكنولوجيا

iT is Hard to Memorize.. easy to Innovate

صورة
Ten years ago, I took one of the easiest decisions of my entire life: quitting my comfortable job in High-Tech , though right before that I earned a huge amount of money for a patent that didn't carry my name. Needless to say that this patent was an innovative solution that rescued a project.  I argued with my boss,  who was extremely arrogant as he smiled at me weirdly saying: "be grateful for what you have. In Palestine you will not find what to do." That conversation led me to resign and invest my time in searching for " what to do". It wasn't a surprise to find out that my arrogant boss was right. Aside from few people who exerted some efforts individually; there was not a single institution or an organization in Palestine working sustainably on innovation and creativity giving it the necessary industrial and production depth. Ten years of many successes; disappointments too. Among the many disappointments I encountered was when I "com

The Magic of Palestinian Scientific Talent

صورة
It was the beginning of the year 2008, in a small room at the Arab Science and Technology Foundation in Ad-Doqi  neighborhood , Cairo. Eight professionals from a number of Arab universities and scientific organisations gathered together for the Arab region’s first-ever event that focused on engaging youth in spreading the culture of scientific innovation and supporting Arab youth in this field. There were representatives from various Arab countries, but after brief introductions, we  realized  that the representative of the United Arab Emirates was originally a Palestinian, the representative of Jordan was originally a Palestinian, and, of course, the representative of Palestine was a Palestinian. I am not sure why, but I think after losing our land in the 1948 Nakba , and losing our hope in the 1967 Naksa , our priority became educating our people to confront the realities that depend on human capacities. Together as representatives we held the “Made in the Arab World Competi

أما بالنسبة للإبداع .... فلا يمكن أن يبدع الخائفون

صورة
"إن الحياة تبدأ وتنتهي والقوى العظمى تعلو وتهبط لكن الأمم عبر التاريخ هي التي تصنع المستقبل...إما مستقبل مضيء أو مستقبل مظلم، الأمر يتطلب القيادة الحكيمة التي تمتلك البصيرة، حرية الفرد والإيمان مع عدم الاستخدام الخاطئ للدين، والشعوب تقرر :إما مستقبل فيه المحمول و"النيو لوك"أهم الأساسيات، أو مستقبل يكون فيه الرخاء الاقتصادي والفكري والبحث عن المعرفة هي الأساسيات"                         د. أحمد زويل / كتاب عصر العلم حصل العالم المصري أحمد زويل على جائزة نوبل للكيمياء للعام 1999 عن أبحاثه  التي وضعت علم الفمتو ثانية بين العلوم الحديثة، هذا العلم الذي فتح المجال لمشاهدة الخلايا وهي تتكون، والروابط الجزيئية وهي تتشكل وتتفكك في زمن لم يكن ذلك معروف قبله، وها هو اليوم يعد أبحاثه باستخدام المجهر ثلاثي الأبعاد، والذي بواسطته يأمل العلماء بالتعرف على ما تبقى من أسرار الحبل الجيني.... ولعل أهم ما لفت انتباهي في د. زويل جملته   أما بالنسبة للإبداع.... فلا يمكن أن يبدع الخائفون". والخائفون في نظري هم ليسوا أولئك المقموعين من سلطات تحكمهم فقط، بل الخوف الحقي

الثلجة الكبيرة

صورة
شاءت الأقدار ان أشهد ثلجتان كبيرتان في موسم الشتاء الحالي، الاولى في فلسطين بداية كانون أول الماضي، والتي نتذكر ايامها بإنقطاع الكهرباء والماء واغلاق الشوارع وكل ما لحق ذالك من مزاودات واتهامات والقاء اللوم على كل من يمكن القاء اللوم عليهم كالبلديات والوزارات والمواطنين والجيران والقطاع الخاص وغيرهم، والثانية كانت منذ عدة ايام في مدينة فيلادلفيا عاصمة أمريكا الأولى واقدم مدن الولايات المتحدة. ثلجتان خلال شهران في دولتين مختلفتين بالمجمل والتفصيل، او حسب التعريف الأمريكي "المناطق الفلسطينية" وليست دولة وربما من الظلم اجراء هذه المقارنة ولكن بالرغم من ذلك سوف أفعل! سبر أغوار هاتان الثلجتان انشئ  لدي مفارقات غريبة ومقارنات غير العادلة، ولكن خلاصة التفكير المتشعب انتج لدي نتائج وفرضيات مثيرة للاهتمام والبحث، واليكم البعض اليسير من رحلة التمحيص. اعلان الارصاد الجوية في فلسطين عن قدوم العاصفة الثلجية لم يؤخذ على محمل الجد، ربما لأننا مازلنا لا نثق تماما بمؤسساتنا لا من منطلق النقد والتجربة بل من ترسبات الصور النمطية التاريخية، أو لقناعة لدينا أن "هذا لن يحصل!

موضة الريادة!

صورة
قررت ان اعود للقواعد واغوص في تجارب الآخرين حتى أتعامل مع الموضة، وأكاد اجزم ان كل من تبع موضة الريادة تجاهل أصولها وتبع أموال الممول وجمال المصطلح وبات يردده، ولكننا تجاهلنا أيضا كيف نبني مجتمعا رياديا حقيقيا وليس أوهام في الهواء. خلِصت في نهاية بحثي الذي بدأته مشجعاً على الابداع العلمي قبل انطلاق موضة الريادة بسبعة اعوام انه وحسب معظم تجارب الاقتصاد في الدول التي صعدت عبر الريادة العلمية والصناعية والتكنولوجية ، على الريادي ان يمتلك الآتي: ان يؤمن بفكرته حتى النخاع ويكرس لها كل وقته وطاقته، ان يفكر بها بمنظور عالمي منذ اليوم الأول وأن يكون جاهزا لحوار تكنولوجي مع اية جهة قريبة من مجال تخصصه ، أن يفتح عقله لإعادة هندسة منتجات من سبقه وان لا يخترع العجل ابدا، واتضح ان ثلاثة ارباع الرياديين الناجحين في العالم سبق وعملوا كموظفين في شركات ومصانع قبل بدء مشروعهم الريادي واكتسبوا التجربة والخبرة اللازمة في العمل ضمن اطار منظومة علمية منتجة، والأهم من ذلك انه في أغلب الاحيان كان الريادي او الريادية بين الواحد والثلاثين والاربعين من العمر ليمتلك النضوج وبعض الحكمة من جهة وامن الجهة ال

هواتف "ذكية"... للأذكياء ؟ هواتف "غبية"... للأغبياء ؟

صورة
صدمني أحد المحاسبين عندما استل هاتفه الذكي بسرعة البرق ليحسب حاصل ضرب تسعة بستة، لم يفكر مرتين بالموضوع ونسي ان معلمي الرياضيات في مدرسته كانوا يقدسون جدول الضرب ويعتبرونه أحد اهم معايير نجاح الطالب بالمرحلة الابتدائية، وأذكر تفاخر نساء العائلة بحفظ أولادهن لجدول الضرب، وكيف لم يسفعهن خيالهن العلمي ليفكروا بيومٍ يأتي ويصبح فلذة كبدهن الطالب الفذ يستخدم الهاتف الذكي في حساب تسعة ضرب ستة ! يتسابق أبناء الجيل الجديد على اقتناء هذه الهواتف وتكاد تكون اهم المفاخر هي شراء آخر اصدار من اي هاتف مشهور وشاهدنا كيف اصطف الآلاف أمام المتاجر ليكونوا أول من يشتري أحدث الصرخات في عالم المحمول الذكي، مع أن الفروقات بين الاصدار الأخير وذاك الذي سبقه طفيفة جدا ولا يتمكن المستخدم المتوسط في بلادنا الفقيرة ان يلحظ جوهرها، وتصدمني ايضا نتائج المقارنة بين مستوى الاجهزة التي تباع محليا وبين عدد ونوعية التطبيقات التي يتم تحميلها على تلك الهواتف ويتم استخدامها بوتيرة يومية. وضمن بحث عام قمت بإجرائه لأكتب هذا المقال سألت 43 شخصا مختلفا ومن خلفيات وأعمار ومستوى تعليمي متنوع، منهم من أنهى الصف السادس